ما هو أصل
الكيمياء؟
منذ آلاف
السنين ، قبل أن يتم التحدث عن الذرة ، قام
جماعة من المفكرين الكيميائيين بمحاولة كشف
سر المادة وذلك بحثا عن امكانية إيجاد مادة
تستطيع تحويل النحاس مثلا إلى ذهب فتحدث
العلماء الاغريق ومن بعدهم علماء الحضارة
الاسلامية عن حجر الفلاسفة ظنا أنهم بواسطته
يتمكنون من تحويل الفلزات الى ذهب ، وكان معظم
الكيميائيين يخلطون اهتماماتهم العلمية
بالسحر والشعوذة ،،، إذ امتد بهم الخيال إلى
إيجاد إكسير الحياة المادة التي تجعل الحياة
خالدة ، لكنهم للأسف لم يتوصلوا إليها .
هذا العلم
الوهمي الكيمياء اجتذب بعض العقول النيرة
وبعض أصحاب البصيرة الثاقبة من أمثال صاحب
كتابي أصول الكيمياء ؛ وأسرار الكيمياء ،عام
815 م ـ إنه جابر بن الحيان ـ فأدخلوا إلى علم
الكيمياء عنصر التجربة والاختبار وعمليات
التقطير والترشيح والتصعيد ، واكتشفوا عدة
مواد كيميائية مثل بعض الحوامض وبعض القلويات
، واتجهوا استخلاص بعض الأدوية من الأعشاب.
هكذا ولدت
الكيمياء التي نعرفها وبدأت تتطور مع تقدم
التفكير والعلم وآلات القياس وما شابه إلى ان
اصبحت على ماهي عليه الآن ، فكان تثبيت كيمياء
جابر بن حيان وإلغاء كل ما تحدث عنه
الكيميائيون في القرن السابع عشر عندما قدم
العالم الانجليزي روبرت بويل 1627-1691 فكرة
العناصر الكيميائية التي تكوّن باتحادها
مركبات جديدة ، ثم كان جدول مندلييف 1834-1907
ليثبت جدول العناصر ويقضي نهائيا على عناصر
أرسطو الاربعة ــ تراب ، ماء ، هواء ، ونار ــ
على أنها أصل كل المادة الموجودة على الأرض.